آخبار عاجل

 رسائلنا المشجعة لأبنائنا  تدفعهم إلى  التعاون معنا كآباء.. لـ « سلوى المؤيد »

25 - 01 - 2019 12:00 2019

   الحلقة الـ 15 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  رسائلنا المشجعة لأبنائنا تدفعهم إلى  التعاون معنا كآباء.

...............                                                                                                                                                                                                                              

كان عادل ومحمد يلعبان الورق عندما دخل عليهما الكلب الذي يربيانه في البيت ..لم ينتبه ذلك الكلب  للأوراق فداس عليها وتبعثرت ..وهنا بدأ  الجدال  بين الشقيقين كالآتي :

محمد  " هذه أوراقي التي في يدك "

عادل "لا هي لي ..وامسك بهما بشدة "

محمد  " أنت تغش وتريد أن تفوز  بالهدية  التي وضعناها للفائز .

سمع  الأب نقاشهما الحاد وهو في مكتبه ..فجاء ليتحقق في الأمر ..لكنه تراجع في  آخر لحظة ..وقال لنفسه بإنه سيدعهما يحلان مشكلتهما وحدهما .

لكن النقاش ازداد حدة وبدأ أحدهما يصرخ ..هنا تدخل الأب ..وانبهر بما شاهد ..محمد يسحب عادل من شعره محاولاً الحصول على أوراقه ..وعادل يقاوم بشدة ماسكًا بالأوراق في يده .

قال الأب  لإبنه  محمد بحزم  " أترك شعرأخوك "

وعندما حاول  محمد أن يبرر ما فعل ..قال الأب  " نستطيع أن نتكلم في هذا الأمر بعد خمسة عشر دقيقة ..أريد كلاكما أن يهدأ ..ويظل في غرفته ..ثم نجتمع مرة أخرى لنتناقش فيما أنتما فيه مختلفان .

وافق الطفلان ..وذهبا إلى غرفتهما ..وبعد خمسة عشر دقيقة ناداهما والدهما ليناقشا معه موضوعهما  قائلاً  " هل تريدان أن نناقش الموضوع الآن "

 أجاب محمد " نعم وأنا الذي سيبدأ ..عادل يتهمني أنني خلطت الأوراق ..وأنا لم أفعل ذلك وإنما الكلب الذي دخل الغرفة وبعثرها .

قال عادل " لا أنت أنتهزت وجود الكلب ودفعته على الأوراق لإن أوراقي أفضل منك و كنت سأحصل على الهدية  .

كان  الأب يراقب إبنيه دون أن يتكلم ..وكان يفكر في أفضل طريقة   يحلان بها المشكلة التي بينهما ..لكنه يريد هما أن يجدا هذه الطريقة بإنفسهما .

قال الأب : هل لديكما طرق أخرى نحل بها معاً مشكلتكما  ؟

كان  الأب يحاول أن يكون بهذا السؤال  ديقراطي في تعامله مع ولديه.. ويعلمهما كيف  يقررا ما يراه كلٍ منهما  مناسباً ليلتزما به ..وهذا يمنحهما القدرة على اتخاذ القرار والإلتزام به من الطفولة  ..وهو ما يجب  أن نعلمه أطفالنا لكي نريدهم أن يدركوا معنى الديمقراطية عندما يكبروا  وكيف يمارسوها .

" قال محمد " أستطيع أن أتوقف عن اللعب مع عادل .

أجاب الأب " هذا  اختيارك  الأول هل هناك اختيار آخر لك ياعادل؟"

أجاب عادل " نستطيع أن نلعب اللعبة مرة أخرى ما دام الكلب قد أفسدها   ..ونغلق الباب جيداً حتى لا يدخل مرة أخرى  ويفسد علينا لعبتنا .

قال الأب مبتسماً " أعتقد أن هذه اختيارات جيدة ..أنا واثق يا أولادي أنكما ستتصرفان   بشكل جيد لو حدث

                                                  (٢)

 

 

هذا الأمر مرة أخرى "

وعاد الأب إلى مكتبه .

سأل محمد عادل " هل تريد أن نبدأ اللعبة من جديد ؟"

أجاب عادل " نعم ..لكن سنضع الكلب في الخارج أولاً "

إذا حللنا هذا الموقف التربوي بين الأب وولديه ..سنجد أن الأب استخدم مع أبنائه التشجيع بطريقة مؤثرة وفعالة ..وسبب نجاحه الأكبر يعود إلى الطريقة التي بدأ بها التعامل مع مشاجرة ولديه.

بدأ الأب برسالة وضحت حدوده الحازمة ..ثم طلب منهما التوقف لمدة خمسة عشر دقيقة لتهدأ نفوسهما ..وهذا وفر الجو المناسب لحل المشكلة بينهما ..لم  يحقرأحد ولديه أو كلاهما ولم يثر عليهما ولم يوجه لهما أي لوم  ..

لقد ركز الأب تشجيعه على توفير الإختيارات لولديه بالنسبة لتصرفاتهما ..ساعد كل واحد منهما على اكتشاف قدر تهما على حل مشكلتهما ..وعبر عن ثقته  بهما في الوصول الى ذلك الحل   إذن ..هذه الطريقة الديمقراطية ألهمت  إبنيه بدل أن تحبطهما ووصلت إليهما هكذا  "  أنتما قادران على حل مشاكلكمااليوم وفي المستقبل ..أنا أثق بكما ..وأتوقع منكما أن تتعاونا معي ومع أنفسكما "

 وهنا أطرح هذا السؤال الها م..كيف سنشعر لو عاملنا  المحيطون بنا عائلياً أو في العمل  هكذا .. ؟ ألن نشعرأننا مقبولون منهم  ومتعاونون معنا ولدينا ثقة في أنفسنا ..كما إننا مهمون  بالنسبة لهم  ومدعومون  فيما نريد القيام به  .. هكذا سنشعر صغاراً وكباراً  بهذه الرسائل المشجعة الإيجابية ..وهذا ينطبق على الجو العائلي أو في مجال العمل بين الرئيس وا المرؤوس ..  نفس هذا الشعور الصحي الإيجابي شعربه  محمد وعادل   ..ودفعهما تشجيع والدهما إلى التعاون معه لا مقاومته وتحديه  .

   

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh                                                                                                                             

                                       



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved